الأربعاء، 12 مايو 2010

الخرافة والاشاعة ومدى تأثيرها على الثقافة

الخرافة والاشاعة ومدى تأثيرها على الثقافة


السلام عليكم أحبتي ...

إن الثقافة هي المقوّم الأساسي في كل مجتمع , وهي تعتبر من أساسيات النهوض بالأمّة من ظلام وجهل يسودانه, إلى نور وضياء للعقل المستقيم ..

كذلك فالثقافة هي المحدد الأساسي للمجتمع , فكل مجتمع له ثقافته تعرفها من خلاله وبالتي يمكنك الحكم من خلالها على ماهية ذلك المجتمع إن كان صالحا او فاسدا ..

من خلال موضوعي هذا سأحاول أن أسلّط الضوء على ظاهرة باتت منتشرة في أوساط مجتمعاتنا بكثرة, ولربما هي بالكثرة التي لا تتصورونها , تأثيرها قد لا يكون ملحوظا جسديا , ولكن التأثير يكون فكريا بالدرجة الأولى

ظاهرة الخرافة والإشاعة,,,

تنتشر وكأنها فيروس يبدأ بالخلية ثم أخرى إلى أن ينتهي أخيرا بتدمير الجسد , نعم ذلك ما تفعله الخرافة والإشاعات في أي مجتمع تحلّ فيه , طبعا يعتمد ذلك على قابلية ذلك المجتمع لتقبّل مثل هذه الخرافات لديه ,,,
ومن الغريب فعلا , رغم أنّنا تقدمنا كثيرا في شتى المجالات الحياتية , من الغريب أن نجد مثل هذه الامور لا زالت موجودة ويروّج لها بكثرة , وخاصة في أوساط طلبة العلم الذين من المفترض أن يكونوا أكثر وعيا وإدراكا للأمور, وأن لا يأخذوا بكلام دون التحقق من صحته الكاملة , ودون النظر إلى أي سبب كان سواء كان طبيعيا او خرافيا , فهم (لا أقصد الجميع) يصدقون الخبر فقط أي يستقبلون كل شيء بلا رفض ...

إنّ أكثر الخرافات والإشاعات ما هي إلا أفكار هدّامة للذات الإنسانية , وطبعا المجتمع الذي تسوده الخرافة والإشاعة مجتمع قد لا يعرف التمييز بين الأمور السيئة والصالحة على السواء , وقد تولجه تلك الخرافات إلى متاهات كبيرة تدخله ضمن نطاق الشرك بالله تعالى ...

منذ القدم , أمرنا الله جل جلاله أن نتفكر في خلقه وفي كل شيء حولنا ,,,
فقال جلا وعلا :" إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون "

لقد منّ الله علينا بنعمة العقل الراجح الذي يعطينا الأحقيّة في أن ندرك الأمور بطبيعتها , لا أن نرمي بالتفسيرات الجاهلة في كل شيء نراه في الكون...

لا أريد الإطالة عليكم , ولكنّها حقا ظاهرة باتت تقلق لكثرتها , وأرد ذلك إلى انتشار التقنيّة الحديثة التي قد تزيد من مدى الترويج لهذه الامور ,,,

دمتم في حفظ الله ورعايته

الموضوع في منتدى الحوار نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق